محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


كلام في السياحة

محمد البهنساوي يكتب: تحذير ألماني جديد.. ومرة أخري «صح النوم يا سياحة»

محمد البهنساوي

السبت، 29 أكتوبر 2022 - 10:06 م

قبل حوالي شهرين , كتبنا هنا مقالا تحت عنوان " مؤشر خطر ألماني ، صح النوم يا سياحة !! " تناولت فيه تقريرا صادرا عن مؤسسة " Air Plus International " المتخصصة في السفر يتحدث عن توجهات السائحين الألمان الفترة المقبلة ، وتضمن قائمة بأهم عشر مقاصد للسائح الألماني ليس بينها مصر.

وأشرت لعدة علامات استفهام أثارها التقرير حول أداء القطاع السياحي بأثره حكومي وخاص، وكذلك حول جهات وشخصيات سياحية والجهد الذي يقال انه يتم بذله بالأسواق الخارجية، وقتها انهالت علينا الردود من الجميع بين أغلبية مؤيدة لمخاوفنا في سوق هو الأهم لكل الدول السياحية، وبين أقلية إختلفت مع ما قلت ورات فيه مبالغة، وفي مقدمة المعترضين هيئة تنشيط السياحة التي أكد رئيسها الذي نكن له الاحترام عمرو القاضي في رده على ما كتبت بأن المؤسسة الناشرة للتقرير تختص فقط بحركة الطيران والسفر ولا علاقة لها بالسياحة والترفيه.

ومع نفس الرأي سار بعض من تحفظوا على تخوفاتنا، رغم أن كثيرين كما قلت اتفقوا مع ما كتبنا ومخاوفنا، ومن بينهم عدد من كبار القطاع السياحي وهم من اللاعبين الأساسيين بالسوق الألماني الذين يرون أن هناك بالفعل خطر محدق يحيط بالتدفق السياحي لمصر خاصة من ألمانيا لأسباب نعلم جميعا معظمها , ووقتها طلبت من السيد عمرو القاضي مراجعة التقرير السابق للتأكد من أنه يتعلق بالسياحة أساسا وليس السفر فقط . كما طلبت منه مراجعة عمل مكتبنا السياحي في ألمانيا وتقييم أدائه وتواجده وقوته بالسوق السياحي الأول حول العالم , وأن يراجع كذلك خطة عمل الهيئة في هذا السوق المهم

 

عاجل لوزير السياحة

 

اليوم نحن أمام تقرير لا يمكن لأحد إنكاره أو الهرب من الحقيقة التي أكدها , وهذه المرة نهدي التقرير إلى السيد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار الذي يسعى جاهدا لمضاعفة أعداد السائحين والدخل السياحي ونطالبه بالتحرك الفوري قبل أن نندم في وقت لا يفيد الندم , فقد نشر اتحاد شركات السياحة والسفر الألماني DRV، تقريرا كشف فيه ارتفاع معدلات حجز الرحلات السياحية للألمان في الموسم الشتوي الذي نحن بصدده " 2022/2023 " بحوالي 33 % عن معدلات ما قبل كورونا.

وأصدر الاتحاد بيانا كشف فيه أهم المقاصد السياحية التي تشهد ارتفاعا في إقبال الألمان تصدرتها تركيا تلتها جزر المالديف اللتان تشهدان أعلى إقبال , تلاهما الجزر الإيطالية ثم المجر وبلغاريا وسلوفاكيا وأوروبا الشرقية، ثم الجزر اليونانية وكرواتيا وسلوفينيا , سرد التقرير بالتفصيل أهم عادات ورغبات السياح الألمان وكيفية حجزهم لرحلاتهم ومدد تلك الرحلات , وكلها أمور مهمة بالطبع لكننا سنتوقف عند غياب مصر بسحرها ومدنها وإمكانياتها وشهرتها عن قائمة العشر المقاصد الأهم للألمان.

 

مكمن الخطر وعلامات الاستفهام

 

لست وحدي الذي سيوجعه ويؤلمه هذا التقرير , بل كل قطاع السياحة , لكن بداية هل وصل هذا التقرير إلى أهل السياحة سواء القطاع الخاص أو سكان برج السياحة بالعباسية أو فرعها الثاني بالزمالك !! , ولو كان وصلهم فماذا هم فاعلون وهذا هو الأهم , وهناك عدة نقاط خطر في هذا الأمر أولها ما نعلمه عن عشق الألمان لمصر بشكل عام والغردقة بشكل خاص التي تعد على رأس مقاصدهم المفضلة , فكيف يحتل مكانها المدن التركية او الجزر الإيطالي واليونانية وغيرها , من سمح ان نصل لهذا التراجع , خاصة في السوق الألماني لسببين أخرين بجانب أهميته لمصر , أولها أنه السوق السياحي الأهم في العالم , والثاني أن ألمانيا دائما قائدة للرأي والقرار الأوروبي خاصة في الناحية الإقتصادية ومنها بالطبع السياحة , والخوف كل الخوف أن يتبع هذا القائد غيره كثيرون

للمرة المليون نتساءل أين وزارة السياحة والآثار وأين هيئة التنشيط السياحي من كل هذا وأين خططهم لدرء هذا الخطر الداهم ؟ و للمرة المليون كذلك نتساءل أين القطاع الخاص وعدد من رموزه وكباره أصحاب قرار مؤثر داخل السوق السياحي الألماني سواء بإمتالكهم شركات سياحية ألمانية كبرى أو شراكة في تلك الشركات أو وكلاء لأهم كبار السوق , ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر " حامد الشيتي و سميح ساويرس وكامل أبو علي وحسام الشاعر ونورا علي وباسل سامي سعد ومحمد سمير وغيرهم " أين كل هؤلاء من هذا التراجع وكيف يسمحون به في وقت تحتاج مصر لكل سنت وليس دولار فقط , ولو كانت هناك مطالب لتحريك هذا السوق لماذا لم يرسلوها إلى الوزارة أو حتى مجلس الوزراء في وقت تسعى الدولة فيه لتقديم كل الدعم للسياحة صناعة الأمل

ومرة أخرى نطالب هيئة التنشيط السياحي بمراجعة عمل مكتبنا السياحي في برلين وتقييم ادائه وهل هذا المكتب على قدر أهمية السوق أم لا وماذا يقدم المسؤولون عن المكتب للسياحة المصرية أم أنهم في رحلة ترفيهية , ثم أين دور لجنة السياحة بالبرلمان وترأسها خبيرة سياحية مشهود لها بالكفاءة والوطنية والمهنية كما أنها رقم مهم بالسوق الألماني ؟

 يا سادة الأمر ليس بالهين وعلاجه يتطلب تدخلا علي أعلي مستوي من الجميع , يا سادة ألمانيا كما قلنا ليست مجرد سوق سياحي لكنها تيار يقود عشرات الأسواق , لذلك نطالب بتحرك عاجل ومدروس من الجميع للحفاظ على هذا السوق وما يليه , و للمرة المليون أيضا نطالب السيد وزير السياحة بعقد اجتماع عاجل جدا مع الجميع وزارة وهيئة ومستثمرين خاصة الفاعلين بهذا السوق لدراسة الوضع واتخاذ القرارات العاجلة التي تضمن عبور تلك الأزمة بخير وسلام قبل أن تتفاقم ولا نستطيع تدارك آثارها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة